قصص النجاح
يعتبر وضاح أن الوقت هو المورد الأكثر قيمة، لذلك فهو يفضل الإقدام على المخاطرة إذا كانت ستقوده للمضي قدماً. وقد جرب هذا المخترع الشاب ستة تخصصات خلال فترة دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت في لبنان، قبل أن يستقر أخيراً على اختياره النهائي الذي يغذي شغفه في الهندسة الطبية الحيوية خلال سنته الدراسية الأخيرة كطالب في الهندسة الميكانيكية.
وحتى بعد فترة تدريب في صناعة النفط والغاز، لم يتوقف وضاح عن السعي إلى المعرفة بل وقرر أن يسجل لصف في هندسة الأنسجة وكان هذا القرار هو الذي أشعل فضوله.
وذكر وضاح أنه لم يستطع النوم لمدة أربعة أيام متتالية بعد المحاضرة الأولى لشدة انشغاله بالتفكير، إذ أنها قدمت له لمحة موجزة عن الإمكانات الهائلة لمجال الطب الحيوي، التي تستطيع إبقاء عقله في نشاط دائم. وأكد لأساتذته أن هذا التخصص هو المجال الذي يجد نفسه فيه. وكان وضاح منذ نعومة أظفاره يحلم بفهم جسم الإنسان بشكل أفضل للعمل على إطالة الحياة، وهذا بالتأكيد مجال يرضي فضوله.
نبذة عن المشروع
يعد تطوير دواء طبي جديد مهمة ضخمة، تستهلك كميات هائلة من الوقت والمال على تجارب واختبارات كثيرة جداً. ووفقاً لوضاح، فإن سبب التكلفة المرتفعة يعود لمحاولة استنساخ ظروف بشرية حقيقية لاختبار العقاقير.
وقد اختبر وضاح هذا الأمر مباشرة أثناء عمله في مشروع حول سرطان الثدي، حيث أمضى ستة أشهر في دراسة معايير نمو الأنسجة البشرية. واعتمدت نتائجه بشكل كبير على مراقبة السلوك الطبيعي للخلايا، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال نسخة طبق الأصل مثالية للبيئة الداخلية لجسم الإنسان. ونظراً لتأثير هذه التجربة عليه، عمل على التعمق في العلوم الأكاديمية لمعرفة ما إذا كان يستطيع إيجاد حل جديد.
واستناداً إلى تقنية الرقاقات الحيوية المتنامية، فإن عملية التنمية المخبرية للخلايا الحيوية توفر بيئة يمكن أن تنمو فيها الخلايا وتعيد تنظيمها في الأنسجة كما لو كانت في جسم الإنسان، الأمر الذي يوفر بيئة مثالية لاختبار العقاقير والأدوية بكثافة وكفاءة وبأسعار معقولة.
ما بعد نجوم العلوم
في أعقاب SoS12 ، وسّع وضاح فريقه إلى 10 أشخاص يعملون في لبنان والمملكة المتحدة. كما قام بتمويل وإنشاء تعاون في مجال البحث والتطوير البيولوجي مع كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت، لبنان. دفعته طموحاته أيضًا إلى إنشاء منشأة تصنيع في لبنان. كما قدم براءة اختراع دولية للجهاز واخترع جهازًا جديدًا وقدم براءة اختراع أمريكية مؤقتة جديدة له. بدأ وضاح أيضًا العمل على اختراع ثالث لدمج الذكاء الاصطناعي في الجهاز الجديد. كما أنه في خضمّ المحادثات مع شركات الأدوية الحيوية الرائدة لإقامة علاقات تعاون جديدة.
في العام ٢٠٢٢، قام وضاح بتوسيع فريق عمله إلى 12 شخصًا يعملون بدوام كامل في المختبر ومرافق التصنيع ، مع خمسة آخرين في مختبرات المتعاونين في الجامعة الأمريكية في بيروت وبرادفورد.
تتويجا لنجاحاته، تم اختيار وضاح لقائمة "فوربس 30 تحت 30" لهذا العام ٢٠٢٢.
https://www.forbesmiddleeast.com/lists/30-under-30-2022/wadah-malaeb/